الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث خاص: اشقاء الشهيد "سعد الغزلاني" يروون تفاصيل صادمة عن عملية الاغتيال، وهذا ما طلبته والدتهم من القتلة الارهابيين

نشر في  06 نوفمبر 2016  (19:47)

على اثر حادثة استشهاد الشهيد سعيد الغزلاني في دوار الخرايفية التابع لمنطقة الثماد بمعتمدية سبيبة في ولاية القصرين موقع الجمهورية تحول على عين المكان وتحدث الى خالد والجريدي شقيقي الشهيد وكانا شاهدا عيان على ما حصل لشقيقهم..

في البداية حدثنا شقيقه الأصغر حول ما دار بينهم وبين المجموعة الارهابية داخل المنزل قائلا: "لقد عاد شقيقي الشهيد ليلة الواقعة تحديدا عند قرب موعد غروب الشمس، وذلك بعد أن كان في المقهى صحبة بعض أقربائنا وأصدقائه". وتابع:"جلس داخل غرفة المنزل بجانب والدتي وبجانبي وفجأة سمعنا ضجيجا حادا مرفوقا بنباح شديد للكلاب ونهيق الحمير، فما راعنا في ذات اللحظة إلاّ ومجموعة ارهابية يقدّر عددها 6 عناصر تداهم بيتنا وتبعثر أدباشنا لتقتحم فيما بعد الغرفة التي كنا نجلس فيها رفقة شقيقي الشهيد"..

صدمة التعرّف على المتهم الرئيسي

وأضاف محدّثنا ان الارهابيين انهالوا عليه بالضرب المبرح ثم عمدوا الى تكبيله من يديه وساقيه فيما تعرّفت والدته على ابن عمه وشقيقه من الرضاعة الذي يدعى منتصر، مشيرا الى ان والدته توجهت لابنها من الرضاعة بالقول انها أمّه وسعيد الشهيد شقيقه وسألته عن سبب صنيعه راجية اياه التراجع وعدم الاعتداء على ابنائها لكنه ابى سماعها بل ابرحها ضربا ليوجه السلاح نحو سعيد فيما بعد وفق تعبيره..

وكشف محدّثنا انه واثناء توجيه الارهابي "الشقيق من الرضاعة" فوهة سلاحه نحو الشهيد سعيد، اندفع نحوه محاولا منعه من اطلاق النار، لكن محاولته بائت بالفشل حيث نجح الارهابي في اطلاق النار نحو شقيقه لتسقر الرصاصة الاولى في رأسه والثانية في صدره لتغادر كامل المجموعة الارهابية  المنزل بعد اغتيال الشهيد وقال محدثنا في نهاية مداخلته انه لم يعد يتذكر ما حصل بعد ذلك".

الشقيق الاكبر يحبط عزيمة الارهابيين ويكشف اوصافهم

في المقابل حدثنا الشقيق الأكبر للشهيد ويدعى خالد وهو عاطل عن العمل عن أطوار ما حصل خارج المنزل يوم الواقعة، حيث اخبرنا قائلا "لقد هاتفتني زوجتي أثناء تواجدي خارج المنزل وهي تصرخ طالبة مني الاسراع في التوجه الى منزل والدتي لسماعها صراخا عاليا صادرا منه مع العلم ان منزل والدتي لا يبعد كثيرا عن محل سكناي"..

في ذات السياق واصل خالد سرد روايته قائلا:" اثر اتصال زوجتي عدت مسرعا الى منزل والدتي مستنجدا ببندقية الصيد وبعض الخراطيش، وما ان اقتربت منه حتّى لمحت خارجه مجموعة ارهابية عدد افرادها مرتفع من بينهم من يرتدي ازياء عسكرية وملتحون وآخرون يرتدون لباسا طائفيا اسود اللون.."

وتابع: "ومباشرة انطلقت في اطلاق النار نحوهم حوالي 4 مرات الى ان ردوا الفعل فأطلقوا نحوي الرصاص بحوالي 10 او 14 عيارا ناريا، وهو ما دفعني للاختباء احتماء منهم لاجدّد فيما بعد اطلاق النار نحوهم مرة أخرى، وأنا متأكد أني أصبت البعض منهم"، مشيرا الى أنّ المجموعة الارهابية عادت ادراجها مسرعة عبر أحد المسالك في اتجاه الجبل الكائن قبالة المنزل..

وشدّد محدثنا على انه تحوّل رفقة شقيقه وعدد من الافراد نحو المسلك الذي غادرت منه المجموعة الارهابية وهو كله أشواك، مشيرا الى أنه اكتشف قطرات من الدماء فوق حجر كبير فأخذ عينات منها الى المصالح الفنية المختصة لفحصها واتخاذ الاجراءات اللازمة..

محمد علي شقيق الشهيد: "لن نستطيع المكوث في منزل به دماء الشهيد"  

 محمد علي أحد اشقاء الشهيد الذي لم يكن حاضرا على الواقعة نظرا لعمله الكائن بتونس العاصمة  حدّثنا هو ايضا بنبرة كلها لوعة وحسرة انه لم يعد بامكان العائلة المكوث في منزلهم الحالي، مشيرا الى أنهم يفكرون في مغادرته لوجود دماء شقيقهم الشهيد به..

من أمام الجبل الذي تتحصّن به المجموعة الارهابية التي قامت بفعلتها الشنيعة..

 بعد الحديث مع عائلة الشهيد ارتأى موقع الجمهورية الحديث مع بعض المواطنين الذي أكّدوا لنا أن المتهم الرئيسي غادر منذ مدة منزل عائلته نحو جبل مغيلة وانه منذ تلك الفترة انقطعت أخباره،  نداء عاجل للسلط المعنية طالبوا فيه بتسليحهم للدفاع عن أنفسهم من خطر الارهابيين والدفاع عن الوطن وأشاروا الى انّهم لم يعودوا قادرين على السكن في هذه المنطقة لخشيتهم من المجهول..

هذا وقد قامت الوحدات العسكرية بتأبين الشهيد في الثكنة العسكرية بسبيطلة بحضور والي القصرين، ثم تشييع جثمانه الى مثواه الأخير بحضور فرحات الحرشاني وزير الدفاع الوطني..

إعداد: حاتم الصالحي